كانت اعرفك عضو متوسط الخبره
عدد المساهمات : 507 تاريخ التسجيل : 10/02/2010
| موضوع: لا تعشق الغرباء فأنهم راحلون الخميس فبراير 11, 2010 7:40 am | |
| لا تعشق الغرباء فأنهم راحلون منتديات المافياKSA السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
( لا تَعْشَقَ الغُرَبَاءْ .. .. فَإنَّهُمْ رَاحِلُونْ )
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
عندمـا يعيشُ المرءُ ردحاً من الزمنِ في مكانٍ اختارهُ بمليء إرادته , فازدحم المكانُ بأناسٍ أحبوهُ بكلِّ صدق , فبادلهم الحُبَّ بالوفاءْ , وراحَ يُقدِّمُ لهم كُلَّ ما بوسعهِ طمعاً بردِّ الدينِ الذي طوَّقوا به قلبه , فأمضى الأيام والأشهر والسنين حاملاً هذا الدينُ رُغم ثقله , إلا أنه اختار أن يجعلَ منهُ تاجاً يُزيِّنُ به جبينَ ما تبقى في هذه الحياة من حب صادق لا تشوبهُ الأنانيَّةُ وحب الذات .
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
كانوا بُسطَاءَ جـداً
فقط لأنهم استطاعوا التخلص مما علق بإنسانيَّتِهم من شوائب الحياه , من كذبٍ وخداعٍ وأنانيةٍ ومصالحَ تُغلفها الكلماتُ والابتساماتُ الزائفه .
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
كانوا بريئُونَ جداً ..
ومن فرط براءَتهم لتكادُ تجزمُ بأنهم مُجردُ أطفالْ , فلا كبرياءَ مُزيَّفٍ يمنعهم من البكاء .. ولا خجلٍ مُصطنعٍ يحرِِّمُ عليهمُ الضحك . فتجدُهُمْ يضحكون لأتفهِ الأسباب .. لمُجرَّدِ الضَّحِكْ , أو ربما لرسمِ الابتسامةِ على ثغرك حينَ يرون ملامحَ الحزنِ والقهرِ والألم , وقد ارتسمت على وجهك .
تتعالى ضحكاتهم .. ويرتفُعُ صوت ضَجيجِهم حتى يُغطِّي جميعَ مساحاتِ السّكُون في أُذنيك , وكأنك بهم وقد استحلُّوا حياتك , واستباحوا كل شيء منك .. وفيك بلا استئذان ..!!
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
حتى لحظاتِ الهدوءِ
التي كانت تهِبُها لكَ الحياة , بعد موجةٍ عاصفةٍ من الحُزنِ والألم والفجيعة , قد استحلُّوها , أو ربما أنت من قُمتَ بوهبها لهم , دون أن تشعُر . تُحاولُ تفسيرَ ما يحدث , وإيجادُ إجاباتٍ مٌقنعةٍ .. لما حدث , ولكنكَ تتفاجأ بأنهم لم يُمهِلوكَ الوقت للتفكير , حينَ تجدُ بأنهم قد انتهوا من تشييد صروح الحب في أعماقِكْ . عندها فقط .. تكتشفُ بأنهم قد استعمروكَ حتى من الداخل أيضاً ..!!
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] مُجرَّدُ غُرَبَـاءْ ..!!
مُجرَّدُ أسماءٍ وخيالاتٍ وصورٍ رمزيةٍ .. باتت الآن تُبحرُ في مخيلتك وتسكنُ أعماقك كانوا مُجرَّد ملامحَ أنت من قمت برسمها .. فاستقرت في أعماقك , واستأثرت بجُلِّ ساعاتِ يومك ..!!
بتَّ تشتاقُ لرؤيتهم , وتأنسُ لوجودهم , وتحزنُ لفقدهم , وتتألمُ لألمهم , فباتوا قطعةً منك .. وجزءاً فيك .. وطيوفاً تسكنك .
تسمعُ ضحكاتِهمْ , وأنَّاتِ قلوبِهمْ , تسمعُ صرخاتِهمْ , وصيحاتِ غضبِهمْ , تسمعُ صوت أنفَاسِهِم .. مُنهكةٌ أحياناً .. ومتسارعةٌ في أحياناَ أُخرَى .
تسمعُ خفقات قلوبِهم وهي ترحِّبُ بمقدمِكْ , وتسمعُ صَيْحَاتَ غضبِهم , عاتبةً لتغيُّبِكْ . ضجيجٌ يزاحمُكَ حتى في أحلامك , ويُسلِّيكَ بيقْضَتِكَ عندما تكشِّرُ لك الأيامُ عن أنيابها وتلسعُ جانبيكَ بسياطها , وبلا شعورٍ منك , تجدُ نفسكَ وقد أتيتَ ركضاً لترتمي في أحضانهم . لتيقنٌكَ بأنها ستتسِعُ لك , حين ضاقت بك الأرضُ بما رحُبت .
تتأملهم بعينِ الغِبْطَةِ والسُّرُورْ .. وتشكُرُهُم بدعوةٍ خالصةٍ في ظهرِ الغَيبْ
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
( اللهم وفقهم )
دعوةٌ تردِّدُها تحت جنح الظلام حين يغلبك النعاس .. وحينَ تضعُ رأسكَ فوق وسادتُكْ , تلكَ الوسادةُ التي باتت كنذيرٍ يُنذركَ كل ليلةٍ بانتهاء فصلٌ آخر من فصولِ حياتكَ مَعَهُمْ . فتغفوا عيناكَ وسؤالٌ أوحدٌ اعتدتَ أن يُعانقَ شفتيكَ في هذا الوقت
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] ( مَتَى يأْتِيْ غَـدَاً ..؟؟ )
يا لهُ من سؤالٍ طفوليٍّ .. أجدُني مُتلهفةً لترديدهِ هذا المساء , ومُتشوقةً لتلك الأحلامُ الورديةُ التي كانت تداعبُ مُخيلتي - حين أغفو كإغفاءةِ طفلٍة أنهكها كثرةُ اللعبْ - لما سيحدثُ غداً .
آهـٍ كم أحببتَهم .. وكم أُحبُهم .. وكم أشتاقُ لمعانقةِ أحرُفِهم من جديد ..!! نعم .. فقط أحرُفُهُم , لأنَّهم يعيشُونَ في عالمٍ آخر , عالمُ الأرواحِ وبراءةُ الإنسانيَّه عالمٌ آخر , بعيدٌ عن سلطويةُ الواقعِ , وقسوةُ الحياةِ , وأضغانِ البَشَرْ . بعيدٌ عن هذا العالمُ الذي تلوَّثَ ساكِنُوهُ عقليَّاً , ونفسِيَّاً , وجسَدِيَّا
ضحكنا كثيراً , فتعلمنا كيف نسخرُ من هذه الحياه . وبكينا كثيراً , فتعلمنا كيف نبكي بلا دموع , كي لا نُغرقَ تلك الإبتسامةُ التي رسمناها فوق شفاهنـا . عانينا كثيراً فتعلمنا بأنَّ السعادةَ شجرةٌ لا تموتُ عطشاً , لمُجرَّدِ صخرةٍ إعترضت طريق جذورِها للوصولِ إلى الماء ..!!
نعم إنها سنةُ الحياة , وهذا ما عهدناهُ منها . فكلما بنينا صرحاً من صروح الحُب تبدَّلت فجأةً لتحوِّلهُ إلى ضريحٍ يقبعُ في أعْمَاقِنَا , وأطلالٍ نتشوَّقُ لزيارتها كُلَّ حين لنبكيها حيناً , ونبتسمَ حيناً آخر . نزورُها لنجدَ أنفُسَنَا وقد خلا بنا المكان , وهدأ الضَّجِيْجُ الذي كُنَّا نعشقُهُ , فأصبحَ ضريحاً يَعُجُّ بالتماثيل . عندها فقط , يحقُّ لنا أن نرفعَ أكُفَّنَا - طالما بقِيَتْ لدينا القدرةُ على ذلك - لنلوِّحَ بها مودِّعين ما تبقى من ضجيجهمُ العذبُ , وأصداءِ ضحكاتِهمُ التي خلَّفوها ورَاءَهُمْ . وكي لا نُغرقَ ابتساماتُنا التي رسموها فوق شفاهُنا , فلنحدِّقُ في السماء , ولننقش فوق وسائدُنَا هذه العِبَارَهْ
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
لا تَعْشَقَ الغُرَبَاءْ .. فَإنَّهُمْ رَاحِلُونْ )*
مناجاة خالصةٌ في ظهرِ الغَيبِ وتحتَ جُنحِ الظَّلامْ , حين يغلِبُنَا النُعَاسْ
[size=25]ولـنَـبْـتَـسِـمْ
فحتمــاً
. . .
سَيَحِينُ دَوْرُنَا .. .. ذَاتَ مَسَــاءْ
كونوا بخير , رآقت لذآئقتي[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] ..[/size] |
|