[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
مقدمة عن الصلاة:
الصلاة من أهم العبادات التي يجب على كل مسلم أن يفقه أحكامها درسا
وتطبيقا لعظم قدرها وسمو مكانتها في الإسلام فإذا كان الإيمان قولا
باللسان واعتقادا بالجنان فالصلاة عمل بالأركان وطاعة للرحمن .
والصلاة عبادة يجب أن تؤدى على وجهها المشروع لقول الرسول صلى الله عليه وسلم ((.. وصلوا كما رأيتموني أصلي ..)) فلابد للمسلم أن يتعلم كل ما يتعلق بأحكام الصلاة حتى يؤدي العبادة على الوجه الصحيح .
ولقد اعتنى القرآن الكريم بالصلاة عناية كبيرة فجاءت الآيات تأمر بإقامتها والمحافظة عليها قال الله تعالى (وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة وأطيعوا الرسول لعلكم ترحمون) (سورة النور، الآية 56) وقال تعالى : (أقم الصلاة لدلوك الشمس ...) (سورة الإسراء ، الآية 78) وقال تعالى : (وأقم الصلاة طرفي النهار ..) (سورة هود ، الآية 114).
وقد وصف القرآن الكريم أهل الإيمان بأنهم يقيمون الصلاة قال الله تعالى : (الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلاة ..) (سورة البقرة ، الآية 3) وتوعد الساهين عنها قال تعالى (فويل للمصلين الذين هم عن صلاتهم ساهون) (سورة الماعون ، الآية (4) و (5)) والمضيعين لها قال تعالى : (فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غيا) (سورة مريم ، الآية 59) .
وتظهر مكانة الصلاة في القرآن فينادي لها قال الله تعالى : (يا ايها الذين آمنوا إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله وذروا البيع ...) (سورة الجمعة ، الآية 9) ويأمر القرآن بالتطهر لها قال الله تعالى : (يا
أيها الذين آمنوا إذا قمتم إلى الصلاة فاغسلوا وجوهكم وأيديكم إلى المرافق
وامسحوا برءوسكم وأرجلكم إلى الكعبين وإن كنتم جنبا فاطهروا ...) (سورة المائدة ، الآية 6)
ولم تنفك السنة المطهرة تعلم الأمة فضل الصلاة ومكانتها وأنواعها وكيفيتها
ويكون من آخر كلام هادي الأمة محمد صلى الله عليه وسلم وصيته بها : ((الصلاة الصلاة وما ملكت أيمانكم)) (رواه
أحمد 1/290 حديث أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم قال في الفتح
الرباني 2/207 ، 208 (جه) وإسناده جيد وصحح إسناد الألباني في الإرواء
7/238) .
إنها آخر ما يفقد من الدين فإن فقدت فقد الدين كله وأول ما يحاسب عليه العبد يوم القيامة .. وكفى بها حدا فاصلا بين الإسلام والكفر .
ويشير القرآن إلى بناء المسجد لأدائها فيه ويحث على عمارة المساجد ويدعو إلى أخذ الزينة عندها .
معنى الصلاة:
الصلاة لغة :
معناها الدعاء وهو أصل معانيها ومنه قوله تعالى (وصل عليهم) (سورة التوبة ، الآية 103) أي ادع لهم يقال صلى على فلان إذا دعا له وزكاه .
وفي الحديث : ((وإن كان صائما فليصل)) أي فليدع بالبركة والخير وكل داع مصل وقال ابن الأعرابي الصلاة من الله الرحمة ومنه (هو الذي يصلي عليكم) (سورة الآحزاب ، الآية 43)
أي يرحم وقيل الصلاة من الملائكة الاستغفار والدعاء ومنه صلت عليه
الملائكة عشرا أي استغفرت وقد يكون من غير الملائكة ومنه حديث سودة ((إذا متنا صلى لنا عثمان ابن مظعون)) أي استغفر لنا وكان قد مات يومئذ .
وقيل الصلاة حسن الثناء من الله عز وجل على رسوله صلى الله عليه وسلم ومنه قوله تعالى : (أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة) (سورة البقرة ، الآية 157) .
وجاء في اللسان : الصلاة من الله رحمة ومن المخلوقين الملائكة والإنس
والجن : القيام والركوع والسجود والدعاء والتسبيح والصلاة من الطير
والهوام التسبيح .
الصلاة شرعا :
هي عبادة لله تعالى ذات أقوال وأفعال مخصوصة مفتتحة بالتكبير مختتمة
بالتسليم . والمقصود بالأقوال التكبير والقراءة والتسبيح والدعاء ونحوه ،
أما الأفعال فهي القيام والركوع والسجود والجلوس ونحوه .
وإذا تأملنا معنى الصلاة في اللغة والشرع وجدنا الصلة الوثيقة بينهما
فالدعاء واللزوم والتعظيم كلها أجزاء ومعان موجودة في الصلاة بمعناها
الشرعي فهي من باب تسمية الشيء ببعض أجزائه .
أما الدعاء فاشتمال الصلاة عليه حقيقة شرعية واللزوم يبدو في أن الصلاة
لزوم ما فرض الله تعالى بل من أعظم الفرض الذي أمر بلزومه وسميت الصلاة
الشرعية صلاة لما فيها من تعظيم الرب تعالى وتقدس .
وإن كانت في اللغة مأخوذة من الصلوين فهما موضعان في الإنسان يقوم عليهما
الركوع والسجود فلا ركوع ولا سجود بلا تحريك لهما فأخذ اسم الصلاة منهما
كما أخذ اسم البيع من الباعين اللذين يمدهما البائع والمشتري .
أما صلوتا فهي موضع الصلاة والصلة بين المعنيين ظاهرة ، وبهذا يتضح ارتباط المعنيين اللغوي والشرعي .
منقول للفائده